سورة الأنعام - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


قوله تعالى: {وقالوا لولا أُنزلَ عليه مَلَكٌ} قال مقاتل: نزلت في النضر ابن الحارث، وعبد الله بن أبي أُمية، ونوفل بن خويلد، و{لولا} بمعنى هلاّ {أُنزل عليه ملك} نصدقه، {ولو أنزلنا ملكاً} فعاينوه ولم يؤمنوا، {لقضي الأمر}؛ وفيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أن المعنى لماتوا، ولم يؤخروا طرفة عين لتوبة، قاله ابن عباس.
والثاني: لقامت الساعة، قاله عكرمة، ومجاهد.
والثالث: لعجل لهم العذاب، قاله قتادة.


قوله تعالى: {ولو جعلناه} أي: ولو جعلنا الرسول إليهم مَلكَاً، لجعلناه في صورة رجل، لأنهم لا يستطيعون رؤية المَلَك على صورته، {ولَلَبَسْنا عليهم} أي: لشبَّهنا عليهم يقال: ألبست الأمر على القوم، أُلبِسه، أي: شبهته عليهم، وأشكلته، والمعنى لخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم، حتى يشكّوا فلا يدرون أمَلَكٌ هو أم آدميٌ؟ فأضللناهم بما به ضلّوا، قبل أن يُبعث المَلَك. وقال الزجاج: كانوا يلبسون على ضعفتهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فيقولون: إنما هذا بشر مثلكم، فقال تعالى: لو رأوا المَلَك رجلاً، لكان يلحقهم فيه من الَّلبْسِ مثلُ ما لحق ضعفتهم منه، وقرأ الزهري، ومعاذ القارئ، وأبو رجاء: {وللبّسنا} بالتشديد، {عليهم ما يلبّسون} مشددة أيضاً.


قوله تعالى: {فحاق بالذين سخروا} أي: أحاط. قال الزجاج: الحيق: في اللغة: ما اشتمل على الإِنسان من مكروه فعله، ومنه، {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} [فاطر: 43]، أي: لا ترجع عاقبة مكروهه إلا عليهم. قال السدي: وقع بهم العذاب الذي استهزؤا به.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8